Monday, February 23, 2015

"عادي يعني ...زهقان من الروتين"

-مالك؟
-مفيش...زهقان !
-من أيه طيب ؟؟
-مش عارف...من الحياة...مفيش حاجة جديدة بتحصل....فزهقت !
-طب متحاول تعمل حاجة جديدة و انت متزهقش  !
-لا يا عم جربت و منفعش...فسيبني زهقان بقي  لوحدي و لو سمحت متزهقنيش أكتر !

طبعا هتسألوني أيه ده ؟؟ ده مثال ﻷي conversation طبيعية بتحصل بينك و بين حد من صحابك بمعدل مرة في الأسبوع إن مكنش أكتر ! و مش عايزة أبالغ بس هي فعلا بتحصل بنفس الattitude ده...اللي هو سيبني زهقان لوحدي بقي متطلعنيش من زهقي....أنا مبسوط و أنا زهقان كدة !!

طب ما تيجوا نكلم بصراحة شوية....هو إحنا فعلا مبنبقاش عارفين إحنا مستنين أيه يحصل عشان الزهق يروح ؟؟ السؤال مش واضح صح ؟
قصدي هل إحنا مش بيبقي فيه في بالنا حاجة معينة شغلانا و نفسنا تحصل و حطين فيها الأمل كله إنها تودي الزهق ؟؟ يعني هل بنبقي مستنيين أي حاجة جديدة و خلاص ؟؟ هل أي حاجة جديدة هتحصل فعلا هتطلعنا من موود الزهق و الpoker face اللي بقينا لبسينه معظم الوقت ده ؟؟ اسئلة عمرنا ما حبينا نواجه نفسنا بيها !!

طيب نكلم بالمنطق....مفيش حد مش بيزهق....الإنسان طبيعته إنه بيزهق من تكرار نفس الحاجة كل يوم....سواء دراسة...شغل...أو حتي قاعدة البيت....
طبيعي لو بتعمل نفس الحاجة كل يوم هتحس بملل رهيب....حتي لو حاجة إنت بتحبها....بتوصل ساعات بمرحلة مش هقدر أسميها زهق بس ممكن نقول "تعب"....يعني بيبقي تفكيرك موجه طب مينفعش ناخد بريك شوية؟؟!  مينفعش أفصل حبة؟؟

طيب الزهق ده كدة طبيعي...و ده اللي معظمنا أو ممكن أقول كلنا بنمر بيه....و فعلا بيبقي علاجه إنك تفصل شوية....بس الزهق اللي مش طبيعي و اللي جاية اتكلم فيه هو الزهق اللي بندعيه.... الزهق اللي مش بسبب الروتين....الزهق اللي تلاقيك بتشتكي منه و حياتك ماشية زي الفل....من الأخر بنبقي زهقانين من إنتظار لحظة معينة لفترة طويلة بدون أي بشاير تبين ان اللحظة دي قربت !! فبنلزهقها في الزهق من الروتين و اهو كله زهق في بعضه !!

ثانية واحدة إنتي قلتي "بنلزهقها ف الزهق من الروتين" يعني إحنا بنبقي عارفين سبب زهقنا و بنستعبط ؟؟ و لا فعلا عقلنا الباطن مصورلنا إنه زهق من الروتين ؟؟ 

شوف انا هقولك حاجة....أنا مؤمنة عامة بقوة عقلنا الباطن....مؤمنة إن العقل الباطن ممكن يصورلنا حاجات ساعات مش حقيقية بس إحنا نصدق و نقتنع بيها إنها حقيقة !رغم كدة مؤمنة كمان إننا دريانين بنفسنا كفاية....مينفعش يتضحك علينا و نقتنع بحاجة احنا من جوانا عارفين كويس اوي إن عكسها هو اللي صح !!

فمتحاولش تقنعني  أن كل واحد مش عارف علاج زهقه....أو إن كل واحد مش عارف أيه الحاجة  اللي نفسه فيها و مستنيها....ﻷنك لو حاولت  هسألك سؤال واحد بس... هل زهقك اللي بتدعي انه زهق من الروتين ده هيروح مع حدوث اي حاجة جديدة و خلاص ؟؟ 
لو إجابتك ﻷ... يبقي إنت مش زهقان من روتين  !! انت زهقان من الإنتظار..... أنت مستني حاجة معينة....حاجة مش قايل لحد عليها...وﻻ حتي راضي تعترف بيها قدام نفسك....سايب نفسك لعقلك الباطن يصورلك إنك مش عارف أيه هي...بس من جواك عارف و متأكد إن الحاجة دي بس اللي تقدر تطلعك من الموود ده....بتلزق الموضوع في زهق عام...روتين و حياة مملة...عشان محدش يعرف إنت مستني أيه !! بتقول عليه زهق من روتين عارف و متأكد إنك مش هتعرف تغيره... عشان تفضل مستسلم لحالتك و ميقن إن ملهاش علاج !!

بس أنا جاية اقولك بقي انه مش عيب انك تزهق من الانتظار....مش عيب اصلا إنك تستني حاجة واحدة كتير اوي....بس العيب انك متكونش صريح مع نفسك....متلزقش الموضوع في حاجة تانية انت عارف و متأكد  ان مش هي سبب زهقك....

أما عن أخر نصيحة فمتفضلش حابس نفسك في اودة الانتظار دي كتير....حاول تسمح لحاجات تانية تطلعك من الأوضة....حاول تدي نسخة من مفتاح سعادتك لكذا حاجة تانية.... مش يمكن يوصلوا قبل الحاجة اللي انت مستنيها ماتوصل ؟؟ ....مش يمكن علي بال ما الحاجة اللي انت مستنيها توصل تبقي خلاص غيرت الكالون؟؟ مش يمكن لو خرجت من الأوضة تكتشف إنك كنت محبوس في أودة غلط ؟؟ أوعي تضيع عمرك في الأنتظار.....صدقني الحياة مش بتستني حد  !!

Thursday, February 19, 2015

الجنة مش ببلاش !!

"‏‏وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ"

الآية دي كل مرة كنت بقراها كنت بفهم المعني المقصود منها عادي....مش بتعسر في فهمها....بس المرة دي و أنا بقراها إكتشفت فيها حاجة جديدة مكنتش شايفاها زمان....و هي حقيقة إن النعم  هي اللي فيها إختبار مش المحن بس....
إحنا عندنا كدة عادة بنعملها طول عمرنا و إحنا مش واخدين بالنا....و هي إننا بنوعد ربنا وعود إحنا مش قدها عشان يزيل عننا المحنة....و بعد ما تزول ولا كأننا وعدناه بحاجة...فأصبح هنا الإختبار الحقيقي أما ربنا أنعم علينا و زال عننا المحنة مش لما المحنة كانت موجودة.....

طب مبدأيا كدة خلينا نتفق إن فيه نوعين من البشر....نوع لما بيصاب بمحنة أو إبتلاء بيلجأ لربنا علي طول و بتبقي دي أكتر فترة بيقربله فيها....و نوع تاني اللي ربنا إتكلم عنه في الآية "بينقلب علي وجهه" يعني زي ما فسرها العلماء بيرتد أو يكفر ....بس إحنا الموضوع عندنا بيبقي بعد عن ربنا....يعني النوع ده بييقي الشيطان بيلعب في دماغه و بيقنعه إن لما  ربنا يبتليه يبقي بيكرهه و عايز يعذبه....فيبدأ في تساؤلات ليه يا رب؟؟ يبدأ يلجأ للمعاصي....و يسيب دماغه للشيطان... و ممكن زي ما بتوصل بناس ساعات للإنتحار (ربنا يحفظنا) فهو بيوصل لدرجة من اليأس بيحس إن حياته مينفعش تكمل خلاص فبيقرر إنه ينهيها بأيده !

طيب ده في المحن....بالنسبة للنعم بقي...فالنوعين بيبقوا في إختبار.....النوع الأول أما المحنة بتزول غصب عنه بيبدأ يقصر شوية....مبيدعيش كتير....مبقاش فيه قرآن........عشان كدة بيبقي إبتلاءه نوع من أنواع تكفير الذنوب عنه عشان يكفر ذنوبه و نسيانه لربنا في وقت الرخاء....و عشان ربنا بيبقي عايزه يقربله من تاني و يسمع صوته و هو بيدعيه....بيبقي عايز يوصله إنه مهما حياته كانت كويسة  مينفعش ينكر إحتياجه لربنا فيها.....
أما النوع التاني فزي ما  ربنا قال "فإن أصابه خير إطمأن به" بما معناه إنه بيعبد ربنا بس أما تبقي حياته كويسة....من الأخر إيمانه ضعيف...مبيستحملش الصدمات !

الفكرة إن النوعين فعلا مقصرين في حق ربنا.....بس كلنا تقريبا بنكون من النوع الأول....المقصر وقت النعم و اللي  بيتعدل أما يبتلي.....و فيه بيبقي مزيج من الأتنين....أو بمعني أصح بيكتشف متأخر أوي الحكمة من الإبتلاءات  فبيتحول للنوع الأول متأخر أوي....
بس الفكرة إنه مش معني إننا بنتعدل وقت الإبتلاءات إننا حلويين كدة....أحنا أسوأ حاجة ممكن نكون بنعملها هي التقصير وقت النعم بدل ما نشكر ربنا إنه طلعنا من المحنة علي خير.....بنقصر في حقه !!

-طب الحل أيه ؟؟ أعمل أيه عشان مبقاش مقصر يا عم ! الفكرة إنك مش هتعرف متبقاش مقصر....يعني الطبيعي بالنسبة للإنسان إنه ال curve بتاعه مبيبقاش عالي علي طول. ...بس الفكرة إنك مينفعش تستند عالحجة دي و إنك إنسان و بتغلط....فكر الأول إنت بتغلط في حق مين....بحس إننا لو فكرنا في لحظة المعصية أو التقصير في عظمة اللي إحنا بنغضبه مكناش أغضبناه أبدا....
من الأخر عشان مطولش.... علاجك  هو إنك تكون "عبدا شكورا ".....يعني بتشكر ربنا في جميع الأحوال....سواء نعم أو إبتلاءات....تبقي بتعبد ربنا بقوة علي طول....مش محتاج نعمة عشان ترجعك للطريق الصح ولا محتاج زوال نعمة عشان يفوقك ....محتاجين نعلي مستوي الرضا عندنا....و المفتاح للرضا ديما هو الثقة التامة في الله....إنك تبقي متأكد إن كل حاجة بتحصلك خير....متأكد و مفيش في قلبك ذرة شك....

بس الكلام ده مش هكدب عليك عشان توصله محتاج مجهود....محتاج تدرب قلبك عليه...عشان كدة...حاول تخلي شغلانتك في الحياة هي "السعي للوصول للجنة"....الموضوع مش دعاء بس...قبل ما تدعي بيها أصلح نفسك عشان تستحقها....دور في القرآن علي الناس اللي ربنا وعدهم بالجنة....شوف كانوا بيعملوا أيه....أعمل زيهم....إختار لنفسك باب خليك فاتحه مع ربنا علي طول عشان مهما ذنوبك كترت تبقي بتعمل حسنات تذهب السيئات دي .....كل ما تكتشف مشكلة فيك أو معصية مش عارف تبطلها إشتغل عليها لحد ما تبطلها....متقولش مش هعرف...عافر و إتعب و حاول و أفشل....عشان الجنة مش ببلاش !