"وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ"
الآية دي كل مرة كنت بقراها كنت بفهم المعني المقصود منها عادي....مش بتعسر في فهمها....بس المرة دي و أنا بقراها إكتشفت فيها حاجة جديدة مكنتش شايفاها زمان....و هي حقيقة إن النعم هي اللي فيها إختبار مش المحن بس....
إحنا عندنا كدة عادة بنعملها طول عمرنا و إحنا مش واخدين بالنا....و هي إننا بنوعد ربنا وعود إحنا مش قدها عشان يزيل عننا المحنة....و بعد ما تزول ولا كأننا وعدناه بحاجة...فأصبح هنا الإختبار الحقيقي أما ربنا أنعم علينا و زال عننا المحنة مش لما المحنة كانت موجودة.....
طب مبدأيا كدة خلينا نتفق إن فيه نوعين من البشر....نوع لما بيصاب بمحنة أو إبتلاء بيلجأ لربنا علي طول و بتبقي دي أكتر فترة بيقربله فيها....و نوع تاني اللي ربنا إتكلم عنه في الآية "بينقلب علي وجهه" يعني زي ما فسرها العلماء بيرتد أو يكفر ....بس إحنا الموضوع عندنا بيبقي بعد عن ربنا....يعني النوع ده بييقي الشيطان بيلعب في دماغه و بيقنعه إن لما ربنا يبتليه يبقي بيكرهه و عايز يعذبه....فيبدأ في تساؤلات ليه يا رب؟؟ يبدأ يلجأ للمعاصي....و يسيب دماغه للشيطان... و ممكن زي ما بتوصل بناس ساعات للإنتحار (ربنا يحفظنا) فهو بيوصل لدرجة من اليأس بيحس إن حياته مينفعش تكمل خلاص فبيقرر إنه ينهيها بأيده !
طيب ده في المحن....بالنسبة للنعم بقي...فالنوعين بيبقوا في إختبار.....النوع الأول أما المحنة بتزول غصب عنه بيبدأ يقصر شوية....مبيدعيش كتير....مبقاش فيه قرآن........عشان كدة بيبقي إبتلاءه نوع من أنواع تكفير الذنوب عنه عشان يكفر ذنوبه و نسيانه لربنا في وقت الرخاء....و عشان ربنا بيبقي عايزه يقربله من تاني و يسمع صوته و هو بيدعيه....بيبقي عايز يوصله إنه مهما حياته كانت كويسة مينفعش ينكر إحتياجه لربنا فيها.....
أما النوع التاني فزي ما ربنا قال "فإن أصابه خير إطمأن به" بما معناه إنه بيعبد ربنا بس أما تبقي حياته كويسة....من الأخر إيمانه ضعيف...مبيستحملش الصدمات !
الفكرة إن النوعين فعلا مقصرين في حق ربنا.....بس كلنا تقريبا بنكون من النوع الأول....المقصر وقت النعم و اللي بيتعدل أما يبتلي.....و فيه بيبقي مزيج من الأتنين....أو بمعني أصح بيكتشف متأخر أوي الحكمة من الإبتلاءات فبيتحول للنوع الأول متأخر أوي....
بس الفكرة إنه مش معني إننا بنتعدل وقت الإبتلاءات إننا حلويين كدة....أحنا أسوأ حاجة ممكن نكون بنعملها هي التقصير وقت النعم بدل ما نشكر ربنا إنه طلعنا من المحنة علي خير.....بنقصر في حقه !!
-طب الحل أيه ؟؟ أعمل أيه عشان مبقاش مقصر يا عم ! الفكرة إنك مش هتعرف متبقاش مقصر....يعني الطبيعي بالنسبة للإنسان إنه ال curve بتاعه مبيبقاش عالي علي طول. ...بس الفكرة إنك مينفعش تستند عالحجة دي و إنك إنسان و بتغلط....فكر الأول إنت بتغلط في حق مين....بحس إننا لو فكرنا في لحظة المعصية أو التقصير في عظمة اللي إحنا بنغضبه مكناش أغضبناه أبدا....
من الأخر عشان مطولش.... علاجك هو إنك تكون "عبدا شكورا ".....يعني بتشكر ربنا في جميع الأحوال....سواء نعم أو إبتلاءات....تبقي بتعبد ربنا بقوة علي طول....مش محتاج نعمة عشان ترجعك للطريق الصح ولا محتاج زوال نعمة عشان يفوقك ....محتاجين نعلي مستوي الرضا عندنا....و المفتاح للرضا ديما هو الثقة التامة في الله....إنك تبقي متأكد إن كل حاجة بتحصلك خير....متأكد و مفيش في قلبك ذرة شك....
بس الكلام ده مش هكدب عليك عشان توصله محتاج مجهود....محتاج تدرب قلبك عليه...عشان كدة...حاول تخلي شغلانتك في الحياة هي "السعي للوصول للجنة"....الموضوع مش دعاء بس...قبل ما تدعي بيها أصلح نفسك عشان تستحقها....دور في القرآن علي الناس اللي ربنا وعدهم بالجنة....شوف كانوا بيعملوا أيه....أعمل زيهم....إختار لنفسك باب خليك فاتحه مع ربنا علي طول عشان مهما ذنوبك كترت تبقي بتعمل حسنات تذهب السيئات دي .....كل ما تكتشف مشكلة فيك أو معصية مش عارف تبطلها إشتغل عليها لحد ما تبطلها....متقولش مش هعرف...عافر و إتعب و حاول و أفشل....عشان الجنة مش ببلاش !
No comments:
Post a Comment